المادة    
  1. واقع العرب بين ظلام الجاهلية ونور الإسلام :

    إذا أردنا أن نعرف شيئاً من عظمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأثره في واقع هذه الدنيا وفي حياة الإِنسَانية؛ فلننظر إِلَى واقع الأمم التي بُعث فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكيف كَانَ العالم قبيل مبعثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن أي مؤرخ مُنصف يقرأ ويتتبع حال العالم قبل بعثته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حال العالم بعد أن عمَّ عليه نور الإسلام، فسيجد أن هذا نبي حقاً من عند الله، وليس بمفتر؛ بل سيجد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم الخلق منّهً عَلَى البشر، وعلى الإِنسَانية جمعاء، وعلى سائر الحضارات.
    فإن الأمة التي بعث منها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي أمة العرب وما أدراك ما أمة العرب في الجاهلية؟! لما ذهب وفد الْمُسْلِمِينَ إِلَى رستم تقدموا هنالك، وأخذوا يتوغلون في بلاد فارس وأرسل إليهم سعد بن أبي وقاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الرسل، وكان منهم ربعي بن عامر والمغيرة بن شعبة، وكلهم كَانَ يواجههم رستم ويقول: أنتم العرب، كنتم تأكلون الميتة، والجعلان، وكان بعضكم يعتدي عَلَى بعض، ويذمهم بأنواع من الذم. ثُمَّ يقول لهم: فما الذي جَاءَ بكم؟
    فكان يجيبه المغيرة وربعي بن عامر، ويقولان: أيها الأمير! كَانَ ما تقول وأعظم، أنت لا تدري بالعرب، فـالفرس والروم وكل من أراد أن يطعن في العرب لا يدري عن المعايب الأخرى، والعرب هم أعلم النَّاس بما كانوا فيه من الضلال، والأخطاء، والظلم، والفحشاء، كما جَاءَ في الحديث الصحيح أن الزواني كن ينصبن الرايات في الأسواق، فيأتي عليهن الرجال الواحد بعد الآخر، فإذا ولدت ألحقته بمن شاءت، هذه إحدى صور النكاح في الجاهلية التي جاءت في الحديث عن عَائِِِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، فكان الإِنسَان يستلحق من ليس بابنه ويدعيه ويأخذه.
    وكانت قطيعه الأرحام إِلَى حد كما قال شاعرهم:
    وأحياناً عَلَى بكر أخينا            إذا ما لم نجد إلا أخانا
    يقول: نَحْنُ نغير عَلَى القبائل كلها، فنأخذ وننهب، وإذا لم نجد إلا أخانا أغرنا عَلَى أخينا وأخذنا ما عنده، ليس هنالك معيار ولا ضابط خلقي أبداً.
    وكانت من عادتهم إهانة المرأة واحتقارها؛ حتى أنها توأد وهي حية في التراب، وهذا إهدار لإنسانيتها ولكرامتها، وكان العرب يعبدون الأصنام، وكان أحدهم يجمع العجوة من التمر، فيعبده فإذا جاع أكله، وكان العرب عندما يتحاكمون يضربون بالأزلام، فإذا انقلبت عَلَى هذه الجهة حكم لفلان، وإذا انقلبت عَلَى الجهة الأخرى حكم لفلان.
    وكانوا يذهبون إِلَى الكهان ويتحاكمون إليهم في أي أمر من الأمور، والكهان يحكمون بينهم، وكان السادة والكبراء يحكمون ويتسلطون، وأما الذين هم من بيوت وأسر دون ذلك من الطبقات فلا قيمة لهم ولا وزن، مهما كَانَ فيهم من الخير أو النبوغ وقد جَاءَ بعضها في الكتابِ والسنة وفي ديوان العرب -الذي هو شعر العرب -وجاء في حياتهم وسيرتهم الجاهلية ما يعطي الدلالة الواضحة عَلَى أن هذه الأمة لولا هذا الدين لما كانت شيئاً مذكوراً، بل لم تكن تسمى أمة،
    كما قال قائلهم -ممن كَانَ يعبد الأوثان، عندما رأى الثعلب قد رقى عَلَى الصنم وبال عليه-:
    أرب يبول الثعلبان برأسه            لقد ضل من بالت عليه الثعالب
  2. جاء صلى الله عليه وسلم رحمة بالمؤمن والكافر:

    أحصى المؤرخون أن الذين قتلوا في غزوات ومعارك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمُسْلِمِينَ ومن الكفار والْمُشْرِكِينَ: ألف وثمانية عشر رجلاً فقط، وهذا العدد من غير بني قريظة؛ لأن بني قريظة في العرف القانوني الحاضر يعتبرون مواطنين في الدولة.
    إنما كمعارك في بدر وأحد وفي يوم الأحزاب كل من قتل من الْمُسْلِمِينَ، ومن الْمُشْرِكِينَ، في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألفاً وثمانية عشر رجلاً فقط، وقتل هَؤُلاءِ لم يكن صداً عن الدين؛ بل ثمرته أن يعم وينشر هذا النور في العالمين بقتلى هم ألف وثمانية عشر رجلاً فقط، لكن انظروا إِلَى حروب العالم الذين لم يكونوا رحمة للعالمين.
    الحرب العالمية الأولى قتلت ما بين أربعة ملايين إِلَى ستة ملايين قتيل وما يزيد عن عشرة إِلَى خمسة عشر مليون جريح، أما الحرب العالمية الثانية فإن التقديرات تدل عَلَى أن ما بين أربعين إِلَى ستين مليون قتيل وجريح، وماذا حققت من الخير والعدل بعد قتل هذه الملايين؟
    تأملوا لنعرف ما معنى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107]، ولنعرف مَنْ هذا الرجل الذي يجب عَلَى كل إنسان عَلَى ظهر الأرض أن يطيعه وأن يتبعه كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {والذي نفسي بيده لا يَسْمَعُ بي يَهُّودِيٌّ ولا نَصرَانيٌّ ثُمَّ لا يُؤمِنُ بي إلا دَخَلَ النَّار}.
    هذا الإِنسَان الذي بعثه الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالهدى، ودين الحق فنشر الرحمة ونشر العدالة بين الأمم.
  3. من أثر رحمه الله للعالمين بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم .

    إخراج جيل فريد هم النماذج العليا في كافة المجالات، والنماذج العليا من البشر: هم من اقتدوا بسيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واهتدوا بهداه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهذا أفضل من عَلَى وجه المعمورة من الحكام؛ هم الخلفاء الراشدون، لأنهم أتباع مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأفضل من شهدته المعمورة من العلماء؛ هم أتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولنضرب مثلاً يوضح فضل علماء الإسلام على غيرهم من علماء اليهود والنَّصَارَى.
    انظروا مثلاً قصة سلمان الفارسي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- لما ذهب إِلَى الراهب في دمشق من علماء أهل الكتاب، وقد كَانَ خدمه سلمان أربعين سنة، وهو يتعبد فكان يجمع الزكوات والعطايا، عَلَى أن يعطيها الفقراء، وهو في الحقيقة يجعلها في قلال من الفخار ويكنزها، فلما مات وجاء النَّاس إِلَى سلمان قالوا: أنت الفارسي الذي جئت من بلاد الفرس تتعبد عند الحبر الأكبر؟ قالوا: نريد أن نعمل جنازة كبرى تليق بهذا الحبر العظيم، قال سلمان: قفوا!
    وقَالَ: هذه هي القلال من الذهب والفضة التي كنتم تعطونه إياها ليتصدق بها عَلَى النَّاس فلما رأوها تركوا جنازته ولم يعملوا له شيئاً.
    فهَؤُلاءِ هم علماء النَّصَارَى وما أدراك ما يفعل أحبار اليهود،
    ولكن أفضل العلماء هم العلماء الذين أنجبتهم هذه الأمة؛ لأن الذي رباهم هو مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اقرءوا سيرة عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن عباس أحبار هذه الأمة -إن صح التعبير- وانظروا كيف كانت حياتهم كيف كانت سمعتهم.
    وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ يظل علماء الإسلام هم النموذج العالي بين علماء أصحاب الديانات جميعاً، وأفضل قادة في التاريخ هم القادة الذين رباهم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتخرجوا من مدرسته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك لم يعرف قادة مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنهم يمثلون بالناس، ولم يعرفوا أن يسبوا النساء ويستحلوهن لأنفسهم، ولم يعرفوا الغلول يضعونه وراء ظهورهم من الغنائم، لم يعرفوا شيئاً من هذا؛ بل كَانَ الرجل منهم يحارب لوجه الله وحده يريد الله والدار الآخرة والجنة فقط، إن كَانَ في الساقة كَانَ في الساقة، وإن كَانَ في الحراسة كَانَ في الحراسة، حتى سيف الله المسلول خالد بن الوليد يأتي الأمر بعزله فيمتثل الأمر ليحارب جندياً؛ لأنه كما قَالَ: إني لا أقاتل من أجل عُمَر إنما أحارب في سبيل الله
    ، ولم ينتصر جيش الْمُسْلِمِينَ لأن قائده خالد أو أبو عبيدة، بل لأن قائده هو الإيمان بالله، ولأنهم يتبعون مُحَمَّد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعظم الزوجات هن زوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يمكن أن تقارن أي زوجة لأي شخص من النَّاس من عالم، أو عظيم، أو كبير، أو صغير بزوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الطهارة والعفة والعلم والأمانة، وهذا أيضاً من الدلالة عَلَى صدق نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
  4. الذين ينتقصون من قدره صلى الله عليه وسلم :

    ولا بد أن نُعِّرج عَلَى الذين يغضون من قدر نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل يطعنون في نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شعروا بذلك أو لم يشعروا، وإن كَانَ زعماؤهم ومؤسسوهم يشعرون بلا شك: وهم الذين يتنقصون ويحطون من قدر أصحاب وزوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحطون من قدر علماء الإسلام الذين تعلموا العلم عن مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورجال الإسلام وقادته الذين تلقوا عن مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالذين يحطون من قدر هَؤُلاءِ: يطعنون في نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    ولبيان ذلك أضرب لكم مثلاً بسيطاً: لو أن أحدنا يعرف في البلدة مائة وعشرين رجلاً، فجاء رجل وقَالَ: إن المائة والعشرين هَؤُلاءِ أنا أعرفهم ليس فيهم إلا أربعة أشخاص طيبين والبقية مجرمون، كاذبون غشاشون، فاجرون، ظالمون، أيكون هذا الإِنسَان ثقة؟ أيكون أميناً أو طاهراً؟
    ثُمَّ هَؤُلاءِ الأربعة ليسوا من المقربين عنده، لكن المقربين الممكَّنين منه الذين صُحْبَتُهمْ معه ليلاً ونهاراً هم أكبر المجرمين، والغشاشين والفجرة فكيف سيكون هو إلا مجرماً وغشاشاً فاجراً كذاباً وهذا شيء معروف.
    وأيضاً أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عددهم (120) ألفاً، وليس (120) شخصاً، وكم الذين آمنوا منهم ولم يرتدوا عَلَى حسب زعم الرافضة؟
    أربعة فقط! من الـ120 ألف لا يوجد إلا أربعة لم يرتدوا، والبقية مرتدون وخائنون وماكرون ومتآمرون، وعلى من تآمروا؟
    عَلَى ابنته، وزوج بنته صلّى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم!
    فهذا غاية الفجور والخيانة، إذاً فالرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعمل شيئاً، ولم يغير من حياة هَؤُلاءِ البشر، ولم يحدث شيئاً من التربية.
    وإذا كَانَ أكبر هَؤُلاءِ الظلمة الغشاشين من الـ120 ألف هم: اللذان كانا معه ليلاً ونهاراً لا يفارقانه أبُو بَكْرٍ وعُمَر، فإذا كَانَ هذان أكبر السفاحين، والظلمة، في نظر هَؤُلاءِ النَّاس المجرمين، فماذا يكون هذا النبي؟
    إذاً.. فالجاهلية كانت أحسن من هذا النبي -والعياذ بالله- هذا هو حقيقة ما تقوله الرافضة، وكل إنسان يفكر في هذا منهم أو من غيرهم يجد هذه الحقيقة، إذا كَانَ بهذا الشكل فالجاهلية أحسن، قريش كانت تعادي الإسلام عداوةً واضحة، أما اثنان يعيشان معه ويظهران أنهما متدينان بدينه ومتمسكان به ووزراء وأتباع له، وبقيه الـ120 ألف كلهم أتباع له، ويحاربون معه، ويمشون معه، ويعملون كل شيء معه، فلما مات انقضوا عَلَى دينه يحرفون الكتاب الذي جَاءَ به، ويقومون عَلَى أهل بيته، ويأخذون حقوقهم ويهدروها، وينقضون العهد الذي أخذه عليهم في غدير خُمّ، أن الخليفة من بعده هو ابن عمه وزوج بنته فلان!
    هذا النبي لا يسمى نبياً وعبقرياً حتى عصابات المافيا لا تعمل هذا العمل والعياذ بالله.
    ثُمَّ لو كَانَ عدد المافيا 120 ألف مجرم، والذين عندهم إنسانية أربعة أشخاص، أي: نسبة واحد إِلَى ثلاثين ألف، ألا يوجد أحد عنده إنسانية يخاف الله يقول: هذا الرسول، كيف تضربون ابنته وتأخذون الخلافة من ابن عمه وقد عاهدكم وعاهدتموه؟!
    وهَؤُلاءِ الصحابة الأربعة لا يوجد فيهم أحد يتحرك قلبه فَيَقُولُ: يا أبا بكر يا عُمَر اتقوا الله!
    ثُمَّ أنت يا صاحب الشأن أين الشجاعة التي ربَّاك عليها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
    إذا كَانَ رباك عَلَى الشجاعة، أما تقول: يا أبا بكر هذا حقي لِمَ أخذته؟ ثُمَّ زوجت عمر بن الخطاب من ابنتك، وهو الذي ظلمك وفعل وفعل، وزوجته ابنتك بنت فاطمة بنت مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو فاعل هذه الأفاعيل، وتسكت ولا تطالب بحقك قبل أن يموتوا؟!
    فأي إنسان عنده عقل يجد أن هَؤُلاءِ الرافضة على أفجر دين وأخبثه،
    وأن هَؤُلاءِ غاية كلامهم وغاية دينهم ليس مجرد أن الحق مع فلان أو فلان أو الإيثار والانتقام لزيد، لا. إنما أساس دينهم الحط من هذا الدين بهدم نبوة مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليقول الناس: إن هذا ما ربى إلا هَؤُلاءِ الكذابين الخونة فيقيسوه عليهم -والعياذ بالله- هذا هو مقتضى كلامهم عند أي عاقل من العقلاء فلو أن رجلاً أراد أن يؤمن أو يدعو إِلَى دين مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ يقرأ حياته فلم يقع في يده إلا كتاب من كتب أصحاب هذه الملة فبالله عليكم أي فكرة يأخذها عن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغض النظر عن الصحابة؟! هل تكون فكرة الإِنسَان النموذج العالي الكامل الذي ربى أصحابه عَلَى أن يعملوا لله، ويتجردوا من الدنيا وملذاتها وشهواتها؟!
    لا يكون هذا.
    أبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وعُمَر وعثمان والصحابة كلهم كيف كانت نظرتهم للدنيا؟
    وكيف كانت نظرتهم للموت؟
    انظر إِلَى التابعين، وأتباع التابعين، بل انظر إِلَى البقايا. الآن نَحْنُ في القرن الخامس عشر انظروا إِلَى علماء الإسلام الذين يتأسون بأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كيف يعيشون؟
    هل يتهافتون عَلَى الدنيا ويتكالبون عَلَى الحطام؟ أو يغشون ويتكسبون بهذا الدين؟
    هل يريدون لأبنائهم من بعدهم أن يكونوا فوق العالمين؟
    أي عالم من علماء الإسلام يتأسى بأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذا رأيناه نرى فيه الأسوة والقدوة والورع والخلق، فبالله عليكم كيف بمن قبل خمسة عشر قرناً؟!
    إذا كَانَ هَؤُلاءِ تربوا عَلَى الكتب، فكيف بالذين تربوا تربية مباشرة عَلَى يد مُحَمَّد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كيف يظن فيهم هذه الظنون الكاذبة؟!